الجمعة، آذار ٠٩، ٢٠٠٧

ورقة بمناسبة يوم المرأة العالمي

إلى كل امرأة في هذا العالم
إلى كل امرأة عاملة مناضلة ضد الطبقية
إلى كل امرأة مناضلة ضد كل أشكال التمييز
إلى كل امرأة مناضلة في بقاع الأرض المحتلة
أقول لكنّ كل عام و أنتنّ بخير
كيليوبترا، شجرة الدر، عائشة أم المؤمنين، جميلة بو حيرد، فيروز، حنان شعراوي..........كلهن ومئات غيرهن لعبن اهم الادوار على صعيد السلطة والثورة والفكر. فمنذ الخليقة الأولى عاشت المرأة الى جانب الرجل ومرت تاريخيا بظروف عدة، ثقافية، اقتصادية، دينية واخرى اجتماعية كانت سببا لارتقاءها اواستغلالها. فكانت تارة هي الحُكم والسلطة، الحب والسلام، القوة والعدل، وتارة اخرى كانت التابعة والمستغَلة، الضعيفة والمستهانة...
كيف لعبت الانظمة دورها بتشكيل العلاقة بين المثلان، الذكر والانثى؟ وعلاما تطوي المثلان من معانٍ؟ شكلت الانظمة المتوالية علاقات الافراد ببعضهم وعلاقات رجالها بنساءها.فالحضارة الفرعونية وجدتها الهت المرأة كما الذكر وانصفتها في الحكم والسلطة، والمعبودية والعمل.
ومرت العصور ليأتي الاسلام فبدء تطبيق الرسول الكريم للتشريعات و الوسائل التي تضمن حقوق المرأة آنذاك والتي حررت المرأة من العبودية للرجل واستعاد لها كرامتها... توالت العصور والحضارات على البشرية لتجد المرأة نفسها امام مجتمع ذكوري بصفتة، غربيا وشرقيا، فأصبحن النساء متقوقعن على انفسهن خاضعات لأزواجهن وآبائهن، بلا حقوق.في اوروبا وتحديدا في كوبنهاجن، جاءت الاشتراكية لتقر في مؤتمرها الذي حضره 100 امرأة من 17 دولة تحديد يوم للمرأة، اكراما وتقديرا. لم يأتي هذا الاقتراح من الفراغ بالطبع، فهو حصيلة جملة اضرابات وحوادث نسائية أبرزها الاضرابات التي قامت بها العاملات في صناعة النسيج في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة إثر احتراق المصنع ومقتل 140 امرأة، والمطالبة بتحسين ظروف عملهم واجورهن. والإضراب الذي أعلنته المرأة الروسية وناشطات اشتراكيات مطالبات بالحق في التصويت عشية الحرب العالمية الأولى تحت شعار "الخبز و السلام" ، مما أدى في النهاية إلى إجبار قيصر روسيا لأن يستسلم و أن تمنح الحكومة المؤقتة المرأة حقها في التصويت. و قد وافق ذلك اليوم التأريخي يوم 25 شباط / فبراير من التقويم (اليوليوسي) المتبع آنذاك في روسيا ، و وافق يوم 8 مارس/ آذار من التقويم (الغريغوري) المتبع في باقي أنحاء العالم.ولكن في وقتنا الحالي فان مجتمعات الدول النامية بشكل عام، و مجتمعاتنا العربية و الإسلامية بشكل خاص بحاجة الى ثورة فكرية شاملة او زلزال فكري لكي يتحرر رجاله ونساؤه واطفاله في ظل خضوع و تجميد العقل العربي الاسلامي، ولكن التحرر لايكون على الطريقة الغربية القائمة على الدعايات التي تمنهجها الحريات الغربية التي تغزو العالم العربي،فمثلا هنا لابد من الاشارة الى الحريات والحقوق التي يمنحها العدوان الامريكي لنساء العراق وكافة الدول العربية.. ونصرة المراة العربية في والدفاع عن حقوق جمبع النساء العربيات اللاتي يمتهن ويغتصبن ويقتلن تحت وقع الاحتلال السافر أمريكيا واسرائيليا، وتحت ما يعرف بحرب التحرير!
فهل الواقع الغربي النموذجي الذي يسعى البعض بتطبيقه خصوصا في مجالات تحرير المرأة واكسابها حقوقه الشرعية يندرج تحت هذه الحريات التي يتبعها العالم الغربي في التعامل مع المراة العربية؟؟ فماهذه الاعمال الا جزء بسيط من التي حصلت للمرأة في البوسنة، فأين كان هؤلاء المطالبين بحقوق المرأة هل كانوا في سبات ام ماذا ؟؟في الواقع، إن المشكلة تكمن من فهمنا المغلوط للنصوص بشكل عام.. و بالأخص الفهم الخاطيء للنصوص الدينية الجامدة او الإلتواء عليها,لكن و رغم كل الاوضاع الموجودة في مجتمعاتنا العربية إلا أن هذه المجتمعات تحاول المضي قدما بتعزيز الحرية والمساواة وتأمين حقوق المرأة من خلال الجمعيات التي تعنى بحقوق المرأة و الحقوق الإنسانية بشكل عام على الرغم من محدودية نشاطها و تأثيرها على مجتمعاتنا لأسباب كثيرة من أهمها أنها في الغالب تتبنى برامج جاهزة من الجهات الداعمة التي لا تتوافق و مجتمعاتنا .. أيضا لا زال الإنضمام لهذه الجمعيات نوع من الترف الفكري أكثر منه لوجوب الإنضمام لهذه الجمعيات من أجل خلق واقع أفضل.أما على الصعيد الاردني حققت المرأة الاردنية العديد من الانجازات و التقدم في مجالات عدة فهاهي المرأة الطبيبة والوزيرة والنائبة في البرلمان حيث باتت تمتلك حق التصويت، لكن هذا لا يعتبر كافياً، إذ أنه يجب أن تزاحم المرأة و تشارك فعليا في كل شيء و خاصة في النواحي السياسية،بحيث لا تكون مشاركتها مجرد زينه أو من باب التنويع فقط كما هو الآن، بل يجب أن يكون لها كلمتها التي تقال و تغير، لكن هذا و كما أسلفنا يريد زلزالاً فكريا شاملاً.

ليست هناك تعليقات: